¨°•√♥مٌنَتٍدياتُ ماُسة الحًب ♥√•°¨
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التفضل بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
¨°•√♥مٌنَتٍدياتُ ماُسة الحًب ♥√•°¨
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التفضل بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
¨°•√♥مٌنَتٍدياتُ ماُسة الحًب ♥√•°¨
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةmaste-alhoopأحدث الصورالتسجيلدخولدردشة ماسة الحبمصحف القران الكريم _الطقس ودرجة الحرارة في جميع انحاء العالم_مشاهدة حرم مكة المكرمة مباشر_صور ماسة الحب _

 

 كوارث ما فوق الحب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اسمر
¨°•√♥ عضو كاعد وساكت ♥√•°¨
¨°•√♥ عضو كاعد وساكت ♥√•°¨
اسمر


ذكر عدد المساهمات : 17
نقاط : 37
تاريخ التسجيل : 01/08/2011

كوارث ما فوق الحب Empty
مُساهمةموضوع: كوارث ما فوق الحب   كوارث ما فوق الحب I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2011 7:57 pm

النجوم تتلألأ فى السماء وتبدو رائعة بأنوارها المشعة , الشعاع القادم من هذا النجم يتعامد على القادم من ذاك فيصنعان شبكة نورانية رائعة فى قلب السماء , لا بداية لهاولا نهاية , كأن بدايتها العدم ونهايتها مرمى البصر .. البحر ثائر الأمواج , لون مياهه مصطبغ بلون السماء, ذراته تتناثر عندما تصطدم برمال الشاطىء التى لا يتبين لونها فى هذا الوقت فتصيب الرمال بالبلل حتى بعدٍ معيّن , والظلام يخيم على داخله فلا تُرى إلا الموجات القريبة من الشاطىء بما يعلوها من رغوة بيضاء تكاد تكون مظلمة هى الأخرى.
الهواء مبتل منعش , هواء نقى يخيّل اليك أنه قادمٌ من العدم , يدخل إلى صدرك فتشعر بنشوة لا تجاريها نشوة أخرى, نشوة طبيعية تجعل عقلك يحلق فى سماء الفكر , تأمل بذهن صاف لا يتوافر الا فى مكان كهذا ووقت كهذا.
تجلس هى على حافة الرمال , تترك المياه لتعبث بقدميها وأحيانًا تأتى موجة عالية فتتجاوزها عندما ترتطم بالشاطىء , تترك الرذاذ يتناثر على وجهها فتشعر بلذة تحبها , الهواء البارد المغلف ببرودة المياه يحيط بها ويمنحها قشعريرة لذيذة بين كل فينة وأخرى.
تجلس ساهمة تتأمل , تارة تذوب فى سحر المكان , وتارة تذوب فى أحلامها , وتارة تتحرر روحها وتجوب عوالم اللامكان ولا تشعر بزمن بطبيعة الحال, تتنهد بآهة حارة كلما أفاقت من أحد تأملاتها , لماذا انتهى التأمل , لماذا يصر جزء منها على الارتباط بالواقع دائمًا ؟ , ولكنه لا تجد الواقع سيئًا الى هذا الحد لأنه يكون هو ذاته جزء من التأمل
- كنت أعرف أننى سأجدك هنا ..
فى البداية خيّل إليها أنها سمعت صوته , حولّت راسها ببطء إلى مصدر الصوت , كان هو , يقف مرتديًا حلته السوداء الأنيقة , لا يبالى بالمياه التى تتناثر عليها , يتطلع إلى عينيها الواسعتين ووجهها الفاتن , تنظر إليه غير مصدقة , دمعتان تنحدران على خديها رغمًا عنها , نسيت كل ما يحيط بها , البحر رغم رذاذه الذى ما زال يتناثر عليها , النجوم رغم بريقها الذى اضاء وجهه , الهواء رغم نقاءه الذى تشعر به فى رئتيها , كل ما ملأ عينيها وقلبها وعقلها فى هذه اللحظة وجهه ..
- هل عدت حقًا..
تقولها وهى تنتحب , يقترب منها ويجلس بجوارها , رؤيتها تنتحب تمزق داخله , يضمها إلى صدره , ويترك يده تجوس فى خصلات شعرها , بينما تستسلم هى له تمامًا , لقد تركها من ستة اشهر , ستة اشهر لم تعرف الهناء بهم , لم تعرف الراحة , كل يوم تأتى إلى هنا وتتذكره , تسرح فى ذكرياتهما الحقيقية , وفى أحلامها المختلقة الجميلة , ستة اشهر كاملة ,مروا عليها وهى على هذا الحال , تستعيض بهواء المكان الذى التقته فيه أول مرة عن تنفسه , وبالعالم المحيط بها عن أحضانه , كان يعرض لوحاته فى النصف الآخر من العالم , روح الفنان داخله اصرت على أن يرى العالم فنه , وأن يرى لمساتهم , قال :-
- نعم , عدت حقًا !..
- أنت أم روح الفنان داخلك ..
هو يفرق بين شخصه وروح الفنان داخله , ولكنه يعرف شيئًا واحدًا , أن شخصه وروح الفنان , كلاهما بحاجة إليها , هو يعود ليستوحى منها لوحاته , ليحصل له الإلهام الذى يبدع به فى أعماله , ليحيا معها قليلاً وينقل مشاهد حياته الحالمة على لوحاته الساحرة , لوحاته التى جابت العالم الآن وعرّفت المجتمعات به كحالم جديد فى لوحاته ..
- بل أنا .. روح الفنان داخلى بحاجة دائمة إليك , ولكن حاجة قلبي إليك أكثر ..
تطلعت إليه لحظات محاولة معرفة إذا ما كان صادقًا أم انه يقول هذا ليرضيها , لم تصدق نفسها وهى تسمعه يقول :-
- وقد عدت من أجلك .. من اجلك فقط .. وسابقى هذه المرة معك للأبد
- ألن تسافر مرة أخرى ؟
- بالتأكيد سافعل , ولكن ستكونين بين يدي دائمًا , لن أذهب وحدى ثانية !
لم تشعر بنفسها إلا وهى تعانقه فى حرارة , عادت دموعها أكثر وازداد نحيبها , ولكنه هنا هذه المرة , دفنت راسها فى صدره فأحس بعبراتها تخترقه , ضمها إليه فى حنان وقوّة , شرد ببصره فى المشهد امامه , تذكر لقاءهما الأول , كيف سعى كثيرًا للتحدث إليها , حين علم أنها تبادله شعوره , يوم زفافهما , معرضه الأول الذى لم يبع لوحة واحدة , معارضه التالية التى حققت نجاحًا ساحقًا , كونه الآن رسّام فنى شهير , اشتياقه لها وهو فى بلاد الغرب , وجودها الآن فى حضنه, نظر إليها فوجدها تحدق بعينيه , ابتسم وبادلها النظرة , وذابا فى ليلة رائعة.
***
- أين أنا ؟-
لحظات وسأعرف مكانك..
تدور حول نفسها بضعة دورات , تحاول أن تخمن مكانه , هل هو وراء شجرة التوت العملاقة ؟ , هل يجلس على أحد الكراسي العريضة بالحديقة ؟ هل هو جالس على الحشائش على الأرضية ويداعبها كالعادة ؟ كيف ستعرف مكانه , قررت أن تسير بأى اتجاه , فإذا ما كانت ستصطدم بشيء فسيسارع نحوها لينزع الرباط عن عينيها أو ليمنعها من الاصطدام عندها ستعرف مكانه !
تكاد تصطدم بأحد الكراسي بالفعل , يسارع نحوها ويمنعها من الارتطام به , تمسك به , فيفهم اللعبة , ويضحكان سويًا ..
يجلسان على الحشائش القصيرة , يضمها إلى صدره غير مبالٍ بالجالسين حوله , يعيشان لحظات من السعاده , يتهامسان بكلمات الحب , يمر بجوارهما بائع للزهور , يشترى منه عقدًا ويلبسه لها , يشاهد سعادتها الطفولية التى بلغت حدّها الاقصى بهذا العقد , يمر بائع الآيس كريم , يبتاع منه قطعتان بدون بسكويت , قطعة له وقطعة لها , ويتبادلان التهام القطعتين , يجدها قد شردت فجأة
- اين ذهب القمر
..تنظر اليه فى حزن تألق فى عينيها بغتة وقالت :-
- هل تظن أن سعادتنا هذه ستدوم ؟
- ولم لا , أنا هنا وانت هنا , ولن أتركك مجددًا , فلماذا لا تدوم ؟ لا أعتقد اننا سنملُّ الأماكن والمشاعر , كلاهما تزداد روعته يومًا بعد يومًا ..
- اخشي أن تتوقف عندكَ يومًا ما !
- حينها سأكون أكبر أحمق بهذا العالم , سأكون قد تخليت عن ذاتى , عن أميرتى , عن أغلى شيء فى وجودى , ولا أعتقد أن هذا سيحدث أبدًا !
- لا تعتقد ؟
- بل أثق !!
من جديد يلفهما الصمت قليلاً , تشعر بأنه يحتويها وانها بدونه لن تحيا مطلقًا , حتى أثناء ابتعاده كانت تحلم به دائمًا فى يقظتها ومنامها , تتمنى لو يعود اليوم قبل الغد , وقد عاد قبل موعد عودته بشهرين كاملين لهذا لم تصدّق
- اين أنا ؟
- لحظات وسأعرف مكانك
دوره هو هذه المرة , الغمامة تحيط ببصره فتحيل النهار إلى ليلٍ قاتم لا يضيئه سوى صوتها , ولكنه يعرف مكان اختباءها , هى لم تغيره أبدًا طوال لعبهما هذه اللعبة من قبل , بخطوات ثابتة يتجه نحو الزهور التى تزين وسط المكان , ويتحسس ما حولها حتى يجد جسدًا فيمسك به
- توقعت ذلك .. خدعتك هذه المره !
يأتى صوتها من خلفه , يا للكارثة جسد من الذى أمسكه اذن , يرفع الغمامة بإحدى يديه عن عينيه , ويحمد الله أن من يمسك به طفل صغير وإلا كان سيجد نفسه فى مأزق كبير وهو يحاول تبرير كيف كان يبحث عن حبيبته وهو فاقد البصر , عندما أمسك شخصًا ناضجًا
يلتفت إليها فيشعر بانقباضة قصيرة فى صدره ,انها تهوى فى حفرة صناعية بالحديقة , يبدو أن العمال لم يتنبهوا إليها , يسارع إليها ويجذبها من الأسفل , يخرجها ويوقفها , يجدها تترنح امامه , يسارع بالتقاطها بين ذراعيه , يجد حمرة وجنتيها تبهت وضياء وجهها آخذ فى الزوال شيئًا فشيئًا , يحدثها فلا تجيب , يخرج هاتفه المحمول ويطلب سيارة اسعاف على وجه السرعة , يحملها غير آبه للنظرات من حوله فقد طغى جزعه على كل شيء , يصل بها إلى باب الحديقة ليجد السيارة قد وصلت , يضعها بداخلها ويتنهد بمرارة , يجلس بجوار جسدها المسجى على سرير الاسعاف النقال أمامه , وتدوى فى ذهنه عبارتها .. هل ستدوم سعادتنا هذه ؟
***
تفيق على سرير ابيض , تجد نفسها فى حجرة بيضاء الجدران والأرض والسقف , وكل شيء فيها ابيض , حتى رداء الأشخاص حولها , مجموعة من الممرضات وطبيب يقف على رأسها , اللون الوحيد الدخيل على اللون الابيض , هو لون ثيابه , كان يجلس على فراشها , يحتضن كفها بكفه , يرتدى بذلته التى لم تعد أنيقة بعد معانته فى حملها ونقلها الى السيارة , وبعد كل ما فعله من تصرفات لا يعيها وهو يحاول أن يطمئن عليهاتتطلع إليه طويلاً وتشيح بوجهها وتسأله السؤال الأول :-
- ما مدى إصابتى ..
- ستكونين بخير باذن الله !
حاول أن يبدو صادقًا ولكنها عرفت أنه يكذب , هي تعرفه حين يكذب لأنه لا يكذب كثيرًا, لهذا لا يتقن الكذب , هو غير صادق , معنى هذا أنها لن تكون بخير , أو على الأقل لن تعود كالسابق , تحاول النهوض من فراشها فيقول :-
- ليس الآن يا حبيبتى , الطبيب قال أن أمامك بعض الوقت حتى تستطيعين السير مرة أخرى !
- هكذا اذن ؟ , وكم هو بعض الوقت هذا ؟
يتطلع إليها فى صمت , معنى كلمتها وحدتها أنها فطنت إلى كذبه , موقف صعب بشع , هو لم يفق من صدمته إلا منذ دقائق و لا يعرف ماذا يقول , لذا فقد صمت , صمت تمامًا , بينما تمالكت هى نفسها وقالت :-
- حسنًا أريد العودة إلى منزلنا .
- الطبيب قال أنه لن يمكنك ذلك قبل ثلاثة أيام على الأقل
- ولكننى اريد العودة !
هو لم يرفض لها رغبة كانت بيده قبل هذا , ولكنه الآن يخشى على صحتها , لا بد أن تظل هنا ولكن انفعالاتها وعدم ارتياحها هنا أخطر من وجودها , يتأمل الجلباب الأبيض الذى البسوه إياها , يتأمل تعابير وجهها المنزعجة الصامدة والتى يعرف أنها تخفى خلفها جبلاً من الأوجاع , يشير بيده إلى الطبيب :-
- لتخرجها من هنا إذن ..
- حسنًا .. وقع هنا لنخلى مسئوليتنا من الأمر ..
-سأنقلها فى سيارة اسعاف وتحت اشراف طاقم من الأطباء حتى تستقر فى سريرنا
- حسنًا
ينقلها طاقم التمريض بسريرها إلى سيارة الاسعاف فى الاسفل , وبمجرد دخولها إليها ينسحب طاقم التمريض الداخلى ويأتى الخارجى , تشتعل اضواء الاسعاف المميزة , وتنطلق السيارة بعد ان يغلق بابها الخلفى عليه وعليها وطبيب وممرضتين , بعد دقائق قليلة كانت السيارة تستقر امام المنزل , وهبط الطاقم منها , عاون السائق الزوج فى رفع سرير الاسعاف النقال إلى الأعلى , أعطى الزوج مفاتيحه للطبيب ليسبقه ويقوم بفتح الابواب , واخيرًا استقرت الزوجة فى فراشها , واطمئن الطبيب عليها قبل أن ينصرف مع الطاقم
- هل سأعيش ؟
فاجأته عبارتها , كما فاجأه أن تكون هذه اول عبارة تقولها بعد أن صارا وحدهما , هو يفهم هذا الشعور جيدًا , هى عاجزة اذن فهو لن ينظر لها وسيبدأ فى الابتعاد , او سيبحث عن اخرى يقضى ايامه معها ويستطيع الانجاب منها .
- لم تصل الأمور الى هذا الحد من السوء .., ستعيشين , وسأكون لك , ولن أكون لسواكِ , قلتها مرارًا وها قد جاء وقت الثقة .
تتساقط دمعاتها رغمًا عنها , تسأله:-
- ماحدود إصابتى إذن ؟
يصمت قليلاً ويجيب وقبضة باردة تعتصر قلبه :-
- لن تستطيعى السير مرةً أخرى!
***
أيام من البكاء مضت عليهما , ترك هو العمل فيها , وجلس بجوارها ليلبى لها كافة احتياجاتها الحيوية والمعنوية , ايام كاملة زادت صحتها تدهورًا فيها على المستوى النفسي , لم تكن تأكل الا لمامًا وما يفى لبقاء شخص عادى على قيد الحياة , ولكنها كانت مريضة لهذا لم يكن طعامها كافيًا لصحتها الجسدية , وازدادت حالتها سوءًا عندما عرفت أنها لن تستطيع الخروج من المنزل , لن تستطيع السفر عبر المحافظات لزيارة والدتها التى لم تعلم عن الحادث شيئًا بعد.
لن تستطيع زيارة صديقاتها مرةً أخرى ستنتظر زياراتهم حين يتصدقون بها ولن تعود علاقتهم بها كسابق عهدها بعد اصابتها , ستكون زيارات من نوع تأدية الواجب فقط , سيغلب عليها طابع الحزن , لن تخرج للتسوق مرةً اخرى , يكفى أنها لا تستطيع الذهاب لحمام المنزل دون الاعتماد على مقعجها المتحرك !!
ولكن الغرابة فى الأمر هو ما يحدث مع زوجها , يخيّل غليها أنه يزداد حبًا لها , حزين كأن المصاب هو وليست هى , لم يتخل عنها لحظة واحده , يجالسها نهارًا وينام معها ويستيقظ قبلها لينتظر استيقاظها, يعد لها الطعام ويغسل لها الملابس , لقد صار زوجها فى أيام امرات بيت قديرة من اجلها , لم تتخيل أنه يمكن أن يحبها هكذا ..
غير أنه لاحظ تزايد سوء حالتها النفسية , كانا يتحدثان ويعرف الاسباب التى تقولها والتى لا تقولها أيضًا , لهذا فقد برزت فى رأسه فكرة متهورة , لم تكد تسيطر على عقله حتى انتوى تنفيذها , ربما تذهلها الفكرة , ولكنها ستعجب بها , وكيف لا وهى لإسعادها فقط ..
فى اليوم التالى استيقظت ..حاولت ضبط نفسها واستندت على قائم الفراش , تطلعت الى زوجها بجوارها , هذه هى المرة الاولى التى تستيقظ فتجده نائمًا وبعمق أيضًا , يبدو أنه كان مرهقًا للغاية بالأمس ولكن ما سبب ارهاقه , ضوء النهار يملأ الغرفة , فى البداية خيّل إليها أنها ترى ما تراه , فركت عينيها وعادت لتتأكد لتجده حقيقة , لم يكن وهمًا , جدران الغرفة لم تعد بلونها الأبيض المضىء المميز , كانت تزدان بمختلف الألوان والاشكال , الحائط المقابل أمامها , كانت هى مرسومة بدقة كأنها حية , تجلس مع صديقاتها , ذات الوجوه , كأنها حية تكاد تتحدث إليها , المقاعد , الجدار فى الخلف , صورته المعلقة فى إطار كبير انيق , لوحة المركب الشراعى الذى يقاوم الرياح والمياه ملصقة بجواره , التلفاز مشتعل ويعرض صورة بالأبيض والأسود لأحد افلام سعاد حسنى التى تحبها , كل شيء مرسوم بدقة تامة , زوجها موهوب حقًا , كل شيء مرسوم من أجلها, زوجها يعشقها حقًا .
حين استيقظ هو وجدها تبكى على فراشها , تبكى كما لم يرها تبكِ من قبل , عرف أنها تبكى تأثرًا , لم تستطع الحديث , كانت تشير إلى الرسوم عندما يسألها وتعود للبكاء , أخيرًا استطاعت الحديث :-
- هذا من أجلى ؟
يبتسم فى حنان , لا يعرف كيف يجيب , هو استغل موهبته لإسعادها , هذا كل شيء , ايقول أنه من اجلها ؟, سيشعر أنه يبتذل نفسه , ايقول انه ليس من أجلها ؟ اذن فقد رسمهم من أجل متولى
- نعم !
تتطلع إليه فى انبهار , تحاول الاقتراب منه رغم الألم فى ساقيها وتقبله فى جبينه , فى هذا اليوم تغيرت الأوضاع ., أكلت كما لم تأكل من قبل , تغيرت حالتها النفسية تمامًا, شعرت أنها تمتلك العالم كله بوجوده ..
فى الصباح التالى استيقظت , وجدته نائمًا مرةً اخرى , ضزء النهار ينير الحجرة , آثرت أن تطلع إلى رسوماته من اجلها قليلاً حتى يستيقظ , وفى هذه المرة كانت دهشتها أعظم , الجدار المواجه لها , يحوى صورة صالة منزل والديها , هى تجلس مع والدتها , تثرثر معها وأمامها ذات الطاولة التى تستقر فوقها بونبونيرة الشيكولاته بذات التصميم , كل التفاصيل مرسومة بدقة مدهشه , صورة والدها المتوفى فى الخلف ينظر إليهما فى رضا , النافذة تطل على المنزل المجاور لهما الذى رُسم بتفاصيله الدقيقة هو الآخر , و:انه نقل المنزل أمامها , ولكن هذه الكرة كان هناك جديد , الحائط الايمن بالكامل رسمت عليه الحديقة , ورسمت هى وهى تلبس الغمامة وتبحث عنه , كانت تتمنى أن ترى نفسها وهى تفعل ذلك , وها هى تشاهدها وكأنها حية , الناس من حولهم كما هم , حارس الحديقة هو نفسه بذات التفاصيل , وكانها صورة مطبوعة وليست مجرد رسمة , ما يميزها شيء واحد , عدم وجوده هو
على الأيسر صورة لمكان تعشقه راته فى التلفاز مرارًا وتمنت زيارته , هو أحضره لها هنا , الماء فى النهر يبدو حقيقيًا , توشك الأوراق أن تسقط من الأشجار المرسومة على جانبيه , سيارة مارة من طريق ممهد أمام المشهد وتكسو الأتربة اسفل جانبيها , إنها تزور المكان فعلاً ,لو لم يكن بجوارها فى هذه اللحظة لأحست بأنها كانت نائمة فى الشارع , يراها الجميع ..
الفرح يطغى على صدرها , تشعر بشيء ما يخزها فى قلبها , ستموت وتريحه من هذا التعب الذى يجنيه من أجلها , هى لا تصدق ما يفعله من اجلها , لقد بدأت أنفاسها فى التباطوء , تشهق شهقتها الأخيرة , وتعود نائمة كما كانت ..
***
استيقظ هو , وعندما وجدها نائمة فى الوضع الذى ماتت عليه أدرك الموقف , صدرها لا يعلو ويهبط , قام من الفراش وقبضة ثقيلة تهوى على راسه و يدان عملاقتان تعتصران قلبه , تنازل فرشات والوانه وشرع فى رسم مشهدهما الأخير , رسم المقابر , الصندوق الخشبي الذى ستحمل فيه إليه , وجودها هناك وهى ظاهرة وقد غطاها القماش الابيض , أخذ فى الرسم , النباتات الشوكية حول المقابر , وجوه الواقفين , الرجال الذين يرتدون بذلات انيقة من اجله , اخوتها والحزن يخيم على ملامحهم وأخوها الضابط يرتدى نظارة سوداء كبيرة تخفى انفعالاته , جيرانهم , بعض الوجوه التى قد تحضر جنازتها , السماء من فوقها , الاتربة المغبرة والحجارة من الأسفل , انتهى الرسم اخيرًا , تأمله وقلبه يوشك على الانهيار قبل أن يرفع فرشاته اخيرًا ويغمسها فى لون أحمر هو اقرب إلى الطبيعى وسارع برسمة وردة حمراء تعلو القماش الابيض .
انتهى أخيرًا فالقى بفرشاته وألوانه , واتجه إلى الفراش ورقد بجوارها , نظر إليها نظرة عميقة والدموع تنسال على خديه , ثم نظر إلى الحائط نظرته الأخيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سجاوي
¨°•√♥مشرفة منتدى الصور العامة ♥√•°¨
¨°•√♥مشرفة منتدى الصور العامة ♥√•°¨
سجاوي


انثى عدد المساهمات : 208
نقاط : 212
تاريخ التسجيل : 08/09/2011

كوارث ما فوق الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: كوارث ما فوق الحب   كوارث ما فوق الحب I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 09, 2011 2:08 am

يسلمو خيو قصه كلش مؤثره Sad
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كوارث ما فوق الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شعر يبجي عن الحب
» هكذا هو الحب
» مـــــــــــــــــــــــن اروع قصص الحب
» اجمل ما قيل عن الحب
» شعر عن الحب الجميل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
¨°•√♥مٌنَتٍدياتُ ماُسة الحًب ♥√•°¨ :: منتدى همسات الحب :: منتدى كوارث الحب-
انتقل الى: