روميو ¨°•√♥صاحب الموقع♥√•°¨
عدد المساهمات : 851 نقاط : 2176 تاريخ التسجيل : 06/07/2011
| موضوع: ~ ❥ آنــت فــي مٌ ــفـــتَـــرَق آلطَـــري ـــق ~ السبت سبتمبر 17, 2011 5:02 pm | |
| انت فى مفترق الطرق
الجزء الاول
ننظر الى انفسنا ونحن في مفترق الطرق، فستجد طريقاً ضيقا لا يكاد يرى وكربا لا يشاء أن يسلكه أحد. انه طريق ضيق حقا ... ولكنه مستقيم ... ولا ننكر أنه كرب ولكنه مضيء ... ليس فيه من بهجة الدنيا شئ ... ولكنه مملوء بأفراح من نوع آخر هذا هو الطريق الصالح ... ونوضح بعض جوانب هذا الطريق فستجد أنه ...
أولاً: طريـق روحـي. ثانياً: طريـق كـرب. ثالثاً: طريـق القيــم. رابعاً: طريـق المجــد.
أولاً: طريـق روحـي فلا يستطيع أن يسير فيه إلا الروحانيين أو من يرغب أن يصبح روحانياً. أما الإنسان الجسداني والشهواني، والإنسان العالمي والطبيعي، فلا يستطيع أن يسلك فيه. ولذلك ينبغي أن نعرف من هو الإنسان الجسداني (أو الطبيعي) والإنسان الروحاني من خلال ما قاله الرب يسوع "المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح". (يو6:6).
1- الإنسان الطبيعي:- هو ذلك الإنسان الذي ورث الطبيعة الجسدية بالولادة من أبوين جسديين ... له طبيعة اللحم والدم البشرية ... له الغرائز والميول الحيوانية ... له عقل ومنطق الحكمة العالمية ... لذلك فهو لا يستسيغ الأمور الروحية،
إذ أنها ليست بذات قيمة في نظره كما قال معلمنا بولس الرسول ... الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً". (1كو14:2). فهو لا يقبل الأمور الروحية لأنها في نظره جهالة فلا يعجبه تصرفات الروحانيين ... ويرى أنهم غير طبيعيين ... وأنهم غير واقعيين ... يهربون من واقع الحياة ومسئولياتها ... وأنهم معقدون نفسياً ... إذ يميلون للانعزال عن المجتمع ولا يشتركون في لهوه وخمره وحفلاته ...
وقد صدق معلمنا الأنبا انطونيوس حين قال:- "كما أن السذج وغير المعلمين، يستهزئون بالعلوم، ويرفضون الاستماع إلى شئ منها، لأن المعرفة تفضح جهلهم ... لهذا يودون أن يكون الكل جهلاء مثلهم"
وغيرها من متطلبات الجسد ..
ولكن الرب يقرر هنا أن السعادة الحقيقية لا تتحقق إلا في الطريق الصالح ... فتجدوا راحة لنفوسكم. فليتك تتبصر ايها الانسان وأنت في مفترق الطرق، لتختار لنفسك الطريق التي تسلكها ... فأمامك ثلاثة طرق: 1- طريق واسع. 2- طريق خادع. 3- طريق صالح.
1- طريق واسع
بصوته الهادئ العميق، وبنبرة حزينة آسفة حذر المخلص أتباعه من خطر الطريق الواسع قائلاً: "واسع الباب ورحب الطريق المؤدى إلى الهلاك". (مت13:7).
فإن أول ما يلفت نظر الإنسان وهو في مفترق الطرق، منظر هذا الطريق الواسع . ما أرحبه ... وما اسهل السير فيه ... وما أكثر السالكين فيه
أنه طريق الغالبية العظمى من بنى البشر ...
حتى ليخيل للبسطاء أنه الطريق السليم بشهادة الإجماع
ولكي نلم بأبعاد هذا الطريق أضع أمامك الحقائق الآتية التي تميزه، ففيه: 1- سعادة وهمية. 2- كآبـة قلبيـة. 3- تعاسـة أبدية.
أولاً: سعادة وهمية
يتوهم الإنسان أن الطريق الواسع هو طريق الحرية والانطلاق ... طريق السعادة والإشباع ... طريق بلا قيود ... ولا حدود ... وحقيقة أن هذه الأمور كلها تتوفر في الطريق الواسع ...
¨ ففيه الحرية التي تمتد بلا قيود حتى تصل إلى الهمجية ... ¨ وفيه الانطلاق الذي بلا حدود حتى يصبح إباحية ... ¨ وفيه صور من الإشباع الذي يبلغ حد العبودية
مثل: * الولائم الماجنة ... والخمور المرقرقة * العلاقات المنحرفة ... والرقصات المشابه * موائد القمار ... والنكات القبيحة * الثياب الخليعه * الجنس والشهوة ... والزنا والنجاسة ... * المكسب غير المشروع ... والأنانية المقيته ... ولكي يخدر السالكون في هذا الطريق ضمائرهم، أطلقوا على الخطية مصطلحات عصرية وأضفوا عليها ثوب المدنية ... واتهموا من لا يشاركونهم هذا الطريق بالتخلف والشذوذ ...
ثانياً: كآبـة قلبيـة
افحص الطريق جيداً قبل أن تسلك فيه، لا يغريك اتساعه ... يلزمك أن إلى الوجه الآخر الذي يختفي وراء هذه اللذات الوقتية، والشهوات الجسدية ...
الضريبة التي يفرضها هذا الطريق على السالكين فيه، ضريبة باهظة. إنها عدم السلام والاضطراب والقلق .. ..
1- عدم السـلام: يقول الوحي الإلهي: · الأشرار كالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطيناً لا بسلام قال إلهي للأشرار. (أش20:57،21). · وقال الرب في أشعياء "يتكلون على الباطل، ويتكلمون بالكذب قد حبلوا بتعب وولدوا إثماً ... أعمالهم أعمال إثم أرجلهم إلى الشر تجرى...أفكارهم أفكار إثم...طريق السلام لم يعرفوه...جعلوا لأنفسهم سبلاً معوجة، كل من يسير فيها لا يعرف سلاماً. (أش4:59-8). وفي سفر أرميا يقول: "إني نزعت سلامي من هذا الشعب يقول الرب". (أر5:16). من هذا يتضح أن طريق الشر على اتساعه ليس فيه سلام. 2- الاضطراب: يقول الرب في سفر التثنية أنه يعاقب السالكين في هذا الطريق بالاضطراب فيقول "يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب (تث27:28).
3- القـلق: عن هذا يسجل الكتاب المقدس قائلاً وأسلمهم الرب للقلق والدهش (2أي8:29). ويقول أيضاً في التثنية "وتكون قلقاً من جميع ممالك الأرض" (تث25:28). ليتك تكون صريحاً مع نفسـك، وتواجه الأمور بتعقل. · عندما تنتهي ولائمك الصاخبة، وينفض الناس من حولك، هل تجد السلام في قلبك ...؟ · وعندما تفيق من سقطتك ألا تشعر بمرارة نفسك ؟ · ألا تشعر بالا كتئاب، والقلق واضطراب الأعصاب … وسوء الحالة النفسية ؟ فتتعاطى جرعات من المسكنات متوهماً أنك واجد فيها راحتك !! لن تحصل على السلام إن لم تغير طريقك.
ثالثاً: تعاسة أبدية
هل فكرت يا انسان في المصير الأبدي الذي يؤدى إليه هذا الطريق الواسع . ؟ اسمع ما يقول السيد المسيح واسع الباب ورحب الطريق المؤدى إلى الهلاك ما أرهب تلك النهاية التعيسة نار لا تطفأ ودود لا يموت بحيرة متقدة بنار وكبريت … وبرغم وجود النار، فهناك ظلام دامس ورعب أبدي ... وسر الظلام هو دخان عذاب الأشرار المتصاعد إلى أبد الآبدين لذا ما أمر التأوهات والتنهدات التي بلا رجاء ... كم من أشقياء وتعساء هناك يتمنون أن تتاح لهم فرصة الحياة ثانية ولو لبضع دقائق يقدمون فيها توبة بالدموع ليرحموا من ذلك العذاب القاسي وأهواله !!!
آه أيتها النفس البائسة ... كم أخشى عليك أن تطمس الخطية عينيك وتقودك إلى تلك النهاية التعسة ...
[2] طريق خادع
يكشف سليمان الحكيم عن سر هذا الطريق فيقول: "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طريق الموت". (أم12:14).
أن هذا الطريق لهو أخطر بكثير من الطريق الواسع .. كالصديق الخائن الذي قال عنه أحد الحكماء "أنقذوني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم" .. هناك أناس كثيرون يتحفظون لأنفسهم من الطريق الواسع ولكنهم يسقطون ضحية الطريق الخادع ..
وخطورة هذا الطريق أن له مظهر الطريق الصالح، ولكنه يخفى بين طياته مهالك الطريق الواسع ... ولذلك فهو يخدع البسطاء بمظهره ... أما المراءون فيجدون فيه الطريق الشرعي لما يجب أن تكون عليه الحياة .. أنه طريق الشعارات الغاشة الخادعة ... كم من لافتات مثبتة على جانبيه تحمل العبارات المسمومة التي راح ضحيتها الملايين من البشر على مر السنين ...
فتقرأ على إحداها ... "سـاعة لربك وساعة لقلبك". وأيضاً … "العمل عبادة" ويبررون بهذا المثل انشغالهم بالأعمال اليومية عن عبادة الله ... و "ربنا رب قلوب" لتغطية ثمار الخطية الظاهرة في حياتهم ...
وهنا يكون الستار عن بعض مظاهر هذا الطريق المملوءبالغاش وهي: أولاً :- التدين السطحي. ثانياً :- الأدب الخلقي.
أولاً :- التدين السطحي وهو الاكتفاء بممارسة وسائط النعمة من صوم وصلاة وصدقة وقراءة إنجيل، وحضور الكنيسة، والتناول من الأسرار على أنها فرائض واجبة: · يؤديها الفرد دون أن تتماس مع كيانه الداخلي ... · يؤديها دون أن يحصل من ورائها على النعمة والبركة المطلوبة · يمارسها بغير وعي قلبي ... أو اختبار شخصي ... · يمارسها بدون شركة سرية مع الرب ... · يمارسها ليس على اعتبار أنها مجرد وسائل تسرى من خلالها نعمة الرب فتضفي على حياته بجملتها مسحة مقدسة، بل يمارسها على أنها فرائض واجبة ينتهي مفعولها بمجرد الانتهاء من أدائها ...
لذلك فهو لا يرى معنى بعد أداء هذه الفرائض من مشاركة أهل العالم في أسلوب معيشتهم من حفلات ... وخمر ... وقمار ... وأفلام ... وجنس ... الخ.
ويخدر المسكين ضميره بأنه قد أدى ما عليه من واجبات نحو الله، أو بتعبير عامي "أعطى الله حقه" أو حسب شعار هذا الطريق "ساعة لربك وساعة لقلبك". وقديماً وقف إيليا النبي في عرض هذا الطريق، وتصدى لجماعة السائرين فيه، وصرخ في وجوههم قائلاً: "حتى متى تعرجون بين الفرقتين ... إن كان الرب هو الله فاتبعوه... وإن كان البعل فاتبعوه..." (1مل21:18). والرب يسوع نفسه يظهر استياءه وعدم رضاه على مثل هذا السلوك، فيقول لأحد السالكين فيه:- ليتك كنت بارداً أو حاراً ... هكذا لأنك فاتر، ولست بارداً ولا حاراً ... أنا مزمع أن أتقيأك من فمي ... (ؤ15:3،16). فليتك يا اخى الانسان تكون صريحاً وحازماً مع نفسك ... وتطلب من الرب نعمة حتى ينقذك من خداع هذا الطريق المهلك ...
ثانياً :- الأدب الخلقي وهو مجرد التحلي بحميد الصفات والخصال ... ويكتفي الفرد بأنه: · إنسان مؤدب ... ذو أخلاق سامية ... · إنسان مهذب ... ذو عواطف رقيقة ... · إنسان محب ... باذل، مضحى ...
ووجه الخطورة في هذا الأمر أنه لا يشعر باحتياجه إلى شئ ... فهو على أفضل ما يكون من الأخلاق ...
ولمثل هذا الإنسان قال الرب يسوع: "أنا مزمع أن أتقيأك من فمي لأنك تقول أنى أنا غنى ... وقد استغنيت ... ولا حاجة لي إلى شئ ... ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس ... وفقير ... وأعمى ... وعريان ... أشير عليك أن تشترى منى ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني ... وثياباً بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك ... وكحل عينيك بكحل لكي تبصر". (رؤ17:3،18). فهو إنسان يشعر أنه غنى بما عنده من حميد الأخلاق وأعمال الخير ... فلا يشعر باحتياجه إلى شئ آخر. مسكين هذا الإنسان، فهو محتاج لأن يعرف أن المسيحية:
ليست مجرد التخلي عن الرذائل أو التحلي بحميد الفضائل
إنما هي سكني الرب في الداخل
المسيحية قبل كل شئ هو شركة حب مبنية على أساسين: 1- اكتشاف النفس لحقيقتها ونجاستها ومصيرها. 2- واكتشاف السر العجيب المستور، ألا وهو حب وديع القلب يسوع ... الحب الذي تجلى على مقصلة الإعدام، نيابة عنى ... لينفذ فيه حكم إعدامي ... فيطلقني حراً بريئاً ... ينقذني من المصير المحتوم في النار الأبدية ... ليملكني في مجده الأسنى. "يالها من محبة عجزت العقول عن إدراكها ... "محبة المسيح الفائقة المعرفة..." (أف19:3). فالمسيحية إذن:- شركة حب لا تنقصم دليلها الالتصاق الدائم برهانها السلام القلبي مع الله علامتها الفرح المجيد الذي لا ينطق به مظهرها القداسة والمحبة ... والأدب الأخلاقي ... فهل يا ايها الانسان قد اختبرت عمق الشركة مع الرب وظهرت فيك ثمارها أم أنك تكتفي بثمار مزيفه دون شركة الحب القلبية؟ فالأدب الخلقي غير المبنى على الاختيار الروحي درب من دروب الطريق الخادع. +++++++++ انت وحدك ان نختار الطريق الذى تسيرة
| |
|