روميو ¨°•√♥صاحب الموقع♥√•°¨
عدد المساهمات : 851 نقاط : 2176 تاريخ التسجيل : 06/07/2011
| موضوع: مغزى الشموع في الطقوس السبت سبتمبر 17, 2011 5:16 pm | |
| بسم الأب و الأبن و الروح القدس الإله الواحد أمين
مغزى الشموع في الطقوس
قد لفت نظري ما تعانيه الشبيبة المسيحية من نقص في التربية الطقسية،فاخلاصنا للمسيح و كنيسته يوجب علينا حب طقوسنا وأن نصونها من كل تغيير و تبديل كما يقضي على الأسر أن تربى في أولادها ميل التعرف الى التقاليد و الرموز التي تؤلف هذه الطقوس الدينية الجميلة. و على ذكر الرموز المأخوذة من الطبيعة و المطبقة في الطقسيات ساتحدث عن النور و ما يرمز اليه و أخص بالذكر الشموع.
* يعلمنا سفر التكوين أن الله تعالى أول ما خلق من الكائنات النور كي يفصل بين الليل و النهار ، و بين العدم و الوجود.
* و يذكر تاريخ العصور القديمة أن القياصرة و الملوك كانوا يحاطون بالأنوار و هي علامة الوقار لصاحب السلطة.
* و قد نسبت أيضاً الى النور قوة تخويف الشياطين وطردهم من جراء الأعتقاد بأن الشياطين و الأرواح الشريرة تسكن أماكن الموت المظلمة.
* أما في هياكل العهد القديم فكانت الشموع و النار توقد على المذابح.و يقول الكتاب المقدس في سفر الخروج أن موسى صنع شمعداناً من ذهب ذا سبع شعب توضع فيه سبع شموع و قد وضعه في قدس الأقداس ضمن الهيكل و هذا الشمعدان يرمز الى أسرار الكنيسة السبعة التى تنير المؤمنين.
* و البيعة المقدسة أمرت بأن تضاء الشموع في خدمة الأسرار اجلالاً و لكي تشع بالنور الحسي مصابيح عقولنا و خاصة لنميز بين الرذيلة و الفضيلة و نبعد عنا الظلمة التي تؤدي الى الموت و نتبع الرب القائل : " أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة ".
*** و هذه المؤسسة الإلهية نظمت وضع الشموع و إيقادها على الشكل التالي :
* أثناء الذبيحة الإلهية توقد على المذابح شمعتان على الأقل يرمز نورهما الى أن المقدم على المذبح هو نور لعالم (يوحنا 1\7) و هذا يشير أيضاً الى فريقي اليهود و الأمم اللذين استنار ا بجسد الرب ، و أمرت الكنيسة أن تكون هاتان الشمعتان من شهد النحل لان هذه المادة تدل على المسيح فكما أن النحلات هي عذارى بتولات كذلك الطبيعة البشرية في السيد المسيح أخذت من البتول مريم. و لما كان هذا الشهد قد جني من الأزهار المتنوعة فهو أيضاً رمز الى مواهب الروح القدس الممنوحة للمؤمنين و التي تحييهم و تقويهم كما تدخل الأزهار الغبطة و الإنشراح الى قلب الأنسان .
* فرضت الكنيسة السريانية في أبتداء خدمة الذبيحة الإلهية أضاءة شموع المذبح بينما يرتل الشعب قطعة تشير الى مقام النور حيث يقال : " بنورك نشاهد النور يا من أنت منبع النور الخ ... " فمميزات هذا النور الطبيعية تدل على أعمال السيد المسيح الخلاصية .
* في الكنيسة البيزنطية يبارك رئيس الكهنة بشمعدان يمسك باليد اليمنى و فيه شمعتان مضيئتان أشارة الى طبيعتي الأقنوم الثاني المتجسد و بشمعدان أخر يمسك باليد اليسرى و فيه ثلاث شموع مضاءة للدلالة على الأقانيم الثلاثة .
*تبارك الشموع في عيد دخول المسيح الى الهيكل و في سبت النور و في أثنين الآلام و توزع على المؤمنين دلالة على أن الرب في آلامه المحيية أرسل أشعة نعمته على اللذين كانوا جالسين في ظلمة الخطيئة و ظلال الموت .
* والمسيحي الذي يموت تحيطه الكنيسة بشموع مضاءة مصلية لراحة نفسه بهذه العبارة : " لتسترح نفسه بالنور الأبدي الذي هو المسيح " .
* عند توزيع الأسرار تضاء الشموع و لتشهد على أن النعمة الصادرة بقبول الأسرار منبعها المسيح الذي هو نور العالم .
* عند السريان الارثوذكس يوجد تقليد كريم و عادة حميدة لا تزال جارية في طقسهم و هي أن يحمل الشماس شمعة مضاءة كلما أراد أن يتوجه الى الشعب بقراءة الرسائل أو تبخير المؤمنين أو التطواف لجمع الصينية والخ ..... على أعتبار أن الشمعة المضاءة رمز الى الثالوث المقدس و المسيح و للنور الهادي .
* و عند تلاوة الأنجيل المقدس و الرسائل تضاء الشموع قرب القارىء تمجيداً و رمزاً الى أنوار معرفة الله التي تصدر منه في كتابه الكريم كقول داؤد النبي : " كلمتك مصباح لقدمي و نور لسبيلي " ( مزمور 118\ 105)
*ترتل الكنيسة اللاتينية عند توزيع الشمع على المؤمنين " نور لاضاءة الشموع " . و الكتاب المقدس يردد تكراراً أن النور هو أفضل رمز الى طبيعة الله إذ يقول " ان الله نور " (يوحنا 1\5) و ينبوع النور (مزمور 35\10) و إنه يسكن في النور (تيموثاوس الأولى 6\ 16) وان يوحنا المعمدان جاء ليشهد للنــــور (يوحنا 1\7). أما مار يعقوب السروجي فيذكر في الميمر الثامن عن المجوس أن النجم كان يتقدمهم إكراماً للقرابين التي يحملونها ، فالكنيسة تأمر باضاءة الشموع كلما رفعت الأسرار أو نقلت من مكان الى آخر سواء كان لمناولة المؤمنين أو المرضى أحتراماً لها و إجلالاً لأنوار النعمة التي تفيض منها .
*كما أن جميع ذبائح الناموس و محرقاته كانت رمزًا الى الفداء بموت السيد على الصليب هكذا جميع الشموع التي توقد سواء على المذابح أو بهو الكنيسة أمام الأيقونات كنذر ترمز الى الفداء لان الشمعة المضاءة تحرق نفسها لتنير البشر هكذا موت المسيح على الصليب مختاراً ليخلص العالم .
* أما على الصعيد الأجتماعي فالنور يبعث الفرح و السرور في القلب و لهذا تضاء الشموع بكثرة في الأعياد الكبرى .
* و كما إن النور يعطي الحياة للنبات و ينعش الأنسان و الحيوان كذلك قيل عن المسيح " به كانت الحياة و الحياة هي نور الناس "(يوحنا 1\4).
*بواسطة النور يستطيع الأنسان ان يرى الأشياء على حقيقتها ، هكذا المسيح بواسطة تعاليمه و تبشير رسله اللذين دعاهم " نور العالم " (متى 5\14) جعل البشر يتمكنون من معرفة الحق .
| |
|