روميو ¨°•√♥صاحب الموقع♥√•°¨
عدد المساهمات : 851 نقاط : 2176 تاريخ التسجيل : 06/07/2011
| موضوع: ويؤثرون على أنفسهم فما أَبْعَدَ مَن قَسا قلبُه عن الإيثار الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 4:56 pm | |
| ويؤثرون على أنفسهم فما أَبْعَدَ مَن قَسا قلبُه عن الإيثار
· قال السعدي:أي: ومن أوصاف الأنصار التي فاقوا بها غيرهم، وتميزوا بها على من سواهم الإيثار. - وهو أكمل أنواع الجود، وهو الإيثار بمحاب النفس من الأموال وغيرها، وبذلها للغير مع الحاجة إليها، بل مع الضرورة والخصاصة. - وهذا لا يكون إلا من خلق زكي، ومحبة للـه تعالى مقدمة على محبة شهوات النفس ولذاتها. - ومن ذلك قصة الأنصاري الذي نزلت الآية بسببه، حين آثر ضيفه بطعامه وطعام أهله وأولاده وباتوا جياعا. - والإيثار عكس الأثرة، فالإيثار محمود، والأثرة مذمومة، لأنها من خصال البخل والشح. - ومن رزق الإيثار فقد وقي شح نفسه ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ). - ووقاية شح النفس، يشمل وقايتها الشح، في جميع ما أمر به، فإنه إذا وقي العبد شح نفسه، سمحت نفسه بأوامر اللـه ورسوله، ففعلها طائعا منقادا، منشرحا بها صدره، وسمحت نفسه بترك ما نهى اللـه عنه، وإن كان محبوبا للنفس، تدعو إليه.ا.هـ · صور من أخوة الصحابة وإيثارهم على أنفسهم : - لقد غرس النبي صلى اللـه عليه وسلم هذه الأخوة الصادقة في قلوب المهاجرين والأنصار، يوم وقف الأنصاري أمام أخيه المهاجر فقال: أخي! هذا مالي بيني وبينك، هذه دنياي! نصفُها لي ونصفها لك، هاتان زوجتاي! انظر إلى أحسنهما أطلقها وهي لك. - وهذا جعفر بن أبي طالب أبو المساكين: ينقلب بنا، فيطعمنا ما في بيته حتى يخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء، فنشقها، فنلعق ما فيها . يقول أبو هريرة :والحديث في صحيح البخاري : ( والجود بالموجود، خير الناس للمساكين جعفر ، يخرج لهم يؤثرون ضيف النبي عليه الصلاة والسلام بطعام الأولاد ) . · صور من أخوة التابعين وإيثارهم على أنفسهم :فهذا إمام من أئمتهم يقول: واللـه لو جُمِعَت لي الدنيا في لقمة واحدة، وجاءني أخ في اللـه لوضعتها في فمه ولا أبالي. · إلى ماذا يحتاج الإيثار؟: إنالإيثار يحتاج إلى قلبٍ رقيق ، وإلى ذلك القلب الذي ما إن يبثُّ إليه المهموم هَمَّه حتى يتفطر حزناً وألماً، يحتاج إلى قلبٍ يتسع لهموم المسلمين وغمومهم . · إيثار محبة اللـه على محاب النفس :كذلك إيثار محبة اللـه على محاب النفس وما يحبه اللـه على هوى النفس: فالإيثار يقتضي شيئين: - الأول: فعل ما يحبه اللـه إذا كانت النفس تكرهه: أحياناً النفس تكره شيئاً من العبادة، كأن يكون فيها بخل أو شح أو كسل، فالإيثار الحقيقي أن تقدم محبة اللـه على كره نفسك. - النوع الثاني من الإيثار: ترك ما يكرهه اللـه عز وجل حتى لو كانت نفسك تحبه وتهواه. وبهذين الأمرين يصح مقام الإيثار ، ولكن المؤمن الذي يريد أن يصل إلى مرتبة المحبة وأن يجلب محبة اللـه له يتكلف المؤونة الشديدة ويراغم نفسه الضعيفة لكي يصل إلى هذا ويحقق هذا الإيثار، فيشمر وإن عظمت المحنة ويتحمل الخطر الجسيم إرضاء للملك ولأجل الحصول على الفوز الكبير. · أسباب الإيثار : 1- الإيمان باللـه وإخلاص العمل له : حينما يسعى العبد حثيثاً إلى اللـه مُجِدَّاً لا متريثاً، حين يسعى إلى الآخرة، فلا يفتُر عن حسنة يبذلها، أو قُرْبَة بإذن اللـه يكسب بها إيماناً. 2- الرحمـة واللـين:فلا إيثار إلا برحمة، ولذلك لا يمكن أن يكون الإنسان مؤثراً إلا إذا رزقه اللـه قلباً رقيقاً ليناً رحيماً، وإذا رَحِمَه اللـه من قسوة القلوب، فأصبح قلبُه يتفطر للأشجان والأحزان، فلا إيثار إلا بهذه الرحمة التي سماها اللـه: رحمة، وهي لين القلوب. - فما أَبْعَدَ مَن قَسا قلبُه عن الإيثار! وقاسي القلب لا يعرف الإيثار إلى قلبه سبيلاً ولا دليلاً. - فإن اللـه إذا رزق العبد قلباً رحيماً عَفَّ وكَفَّ عن أذية المسلمين، وكان صاحبه أحرص ما يكون على نفع عباد اللـه المؤمنين. 3- ذكر الموت والآخرة :وهو من أعظم أسباب الإيثار، ومن أعظم الأسباب التي تعين المسلم على أن يحفظ نفسه عن أذية المسلمين، وأن يسعى بكل حرص في بذل الخير إليهم طلباً لمرضاة اللـه رب العالمين. أن يذكر العبد أنه إلى اللـه صائر،حتى إذا ذكر ذلك هانت عليه دنياه، وعَظُم عليه ما هو مستقبلٌ له من أخراه ، وتذكر الموت وسكرته! تذكر القبر وضجعته! _____________ | |
|