اسمر ¨°•√♥ عضو كاعد وساكت ♥√•°¨
عدد المساهمات : 17 نقاط : 37 تاريخ التسجيل : 01/08/2011
| موضوع: اراء حول الحسين عليه السلام الجمعة سبتمبر 09, 2011 7:59 pm | |
|
رغم إنني أعتقد ( من عقيدة ) أنه لا يختلف إثنان من المسلمين على أن الحسين بن علي هو سبط اي حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وأن حب الحسين هو من حب الله سبحانه وتعالى.. (حسين مني وانا من حسين.. أحب اللّه من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط) [البخاري/ التاريخ الكبير 8 : 415/3536،سنن الترمذي ح/ 3775،سنن ابن ماجة 1 ح/ 144،مسند أحمد 4: 172،مصابيح السنة 4 ح/4833] . وأنه هو وأخيه الإمام الحسن ريحانتا رسول الله فلطالما أشبعهما رسولنا الكريم لثما وتقبيلا وهو يقول : (هما ريحانتاي من الدنيا) . [صحيح البخاري / كتاب فضائل الصحابة، وكتاب الأدب، باب رحمة الولد; سنن الترمذي: 5 ح 3770 ] ورغم انني أعتقد كذلك بأن الحديث عن قضائلهما وتعديد مناقبهما هما وسائر أهل بيت النبوة هو من باب المودة وهو تحقيق لقوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) إلا انني قررت أن أبتعد في موضوعي عن الجانب الديني والعقائدي لشخصية الإمام الحسين وذلك كي أنأى بنفسي وبكم أحبتي عن الوقوع في مستنقع الطائفية النتن وشركها القاتل. وفضلت أن أتناول في موضوعي هذا الجانب الإنساني لثورة الإمام الحسين فأنا لاأتصور أن يوصم أحد بالطائفية او الدعوة إلى الديانية الهندوسية مثلا عندما يمتدح نضال الزعيم الهندي المهاتما غاندي وإستماتته في الدفاع عن وطنه وقيمه التي آمن بها.. كما لم يتهمه أحد من طائفته بالدعوة إلى الدين الإسلامي عندما جهر بمقولته المشهورة (( تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فأنتصر )) وذلك لإنهم أدركوا بأنه إنما أراد بكلمته هذه أن يثمن موقف الإمام الحسين ويقدر عظيم تضحيته في سبيل الدفاع عن قيمه ومعتقداته وهو نفس المبدأ الذي كان يدعو إليه غاندي.
لقد قدم الإمام الحسين للعالم بأسره مثالا يحتذى به في تحدي الظلم والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل تحقيق هذا الهدف. كما قال المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس: (( حقا إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة , كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إراديا, هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتا عاليا وخالدا لا زوال له إلى الأبد ))
لعله يحق لنا أن نتسائل هنا مالذي فعله الإمام الحسين وأصحابه حتى يحظوا بهذه المكانة العالية التي يغبطهم عليها ليس المسلمون فحسب ولكن حتى أصحاب الديانات السماوية الأخري فهاهو الكاتب المسيحي أنطوان بارا يقول : (( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية, ولأقمنا له في كل أرض منبرا, ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين ))
إن الحسين جسد بثورته أسمى معاني التضحية والفداء فهو لم يضحي بنفسه وحسب ولكنه قدم نفسه وأحب أولاده إليه وأقرب أصحابه وأخلصهم قرابين في سبيل إعلاء كلمة الحق, وكي يقدم لنا وللإنسانية بأسرها درسا رائعا في عدم الرضوخ للظلم والظالمين في كل زمان ومكان.
| |
|